د. أحمد حجازي
هنالك خطأ شائع طريف هو أن يوصى الناقهون والمرضى بتناول مرق اللحم على اعتبار أنه يحتوي على خلاصات الغذاء، مع أنه حقيقة يخلو من أية ذرة من اللحم، بينما ترانا نعمد إلى إهمال مرق الخضروات الذي يحتوي على أكثر الأملاح المعدنية التي يحتاج إليها الجسم الإنساني.
النبات يحتوي على جميع العناصر لحياة الإنسان:
أثبتت الدراسات والأبحاث أن ورق النبات وحده يحتوي على جميع العناصر لحياة الإنسان، بما فيها من مواد غذائية وحديد وكالسيوم وفيتامينات، وأن البلح – مثلاً – يحتوي على السكر والفيتامين B، وفي التفاح نجد الصوديوم والكالسيوم، وفي اللوز والجوز والبندق نجد الفوسفور والدهون، والبرتقال والليمون يحتويات على فيتامين C كما أنهما مدران للبول، والكرز مطهر ومعقم للأمعاء، والملفوف والجزر يحويان الكبريت والكاروتين المولد لفيتامين A الذي يفيد في تقوية البصر، والبصل مشهياً ومنبهاً لغشاء المعدة وينشط الدورة الدموية، والثوم يفيد المتقدمين في السن فهو يلين الشرايين المتصلبة ويساعد على خفض الضغط المرتفع، والكمأة ذات القوام القريب من اللحم الحيواني، تحتوي نسبة عالية من المواد البروتينية، والقمح يشكل خلاصة ست عشرة مادة تدخل في تركيب الجسم البشري، ومن الممكن للإنسان أن يقيم أوده على القمح الصرف، لأن الكبد تحتوي على معامل عديدة تحوّل القمح إلى سكر وإلى ما يشبه اللحم.
أجسام آكلي اللحوم غنية بالسموم:
كما لوحظ أن التئام الجروح أسرع لدى النباتيين منه لدى آكلي اللحوم، لأن أجسام آكلي اللحوم تكون غنية بالسموم والنفايات الحيوانية التي لا يمكن طرحها كاملة، ولهذا يتعرضون للأمراض كالروماتيزم والآفات الكبدية والإمساك وتصلب الشرايين.
صفات متغذي اللحوم الصحية:
يتصف متغذي اللحوم بالضعف الصحي، فخطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان ولا سيما سرطان المعدة والقولون تقترنان مباشرة بتناول اللحوم، كذلك تزداد لديهم أمراض الجهاز الهضمي كالتهاب القولون وغيره.
ولقد ثبت أن كثرة تناول الحليب ومنتجاته يسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
وإجمالاً فإنه يتوقع للمعتمد في غذائه على اللحوم أن يزور الطبيب أو يدخل المستشفى ضعف ما يتوقع للنباتي، كما يتوقع له أن يشكو من الأمراض التشوهية (Degenerative) بعشر سنين أبكر من النباتي نسبة إلى دراسات مسحية أجراها البروفسور "Dixkerson" والبروفسور "Davies" من جامعة Sorrey.
كثرة البروتين تساهم في هشاشة العظام وزيادة الحموضة:
يتعرض بعض الناس للخطر عند الإفراط بالبروتينات وليس العكس، فكثرة البروتين تساهم في ترققا لعظام، وزيادة الحموضة إضافة إلى مشاكل صحية شائعة أخرى. إن تقليل تناول اللحوم لا سيما تلك الأنواع الغنية بالدهون المشبعة وتناول الغذاء النباتي، والدجاج أو السمك هي نصيحة صحية غالية.
الخضروات تساعد على طرد المواد السامة:
الأطباء عادة يرغمون كثيراً من المرضى على اتباع نظام خاص يعتمد على النباتات وحدها، كما هو الشأن لدى المصابين بالأكزما والذين يشكون قصوراً كبدياً أو كلوياً، وذلك لأن الخضروات تساعد على طرد المواد السامة من الأمعاء.
الغذاء النباتي يزيد الحيوية وطول العمر:
يقول العلماء إن الغذاء النباتي يزيد القوة والحيوية، ويساعد على طول العمر، ودليلهم على ذلك حياة الحيوانات اللبونة آكلة الأعشاب، فهي أقوى الحيوانات جسماً وأطولها عمراً.
وقد أظهرت دراسة جديدة أن الأغذية الغنية باللحوم قد تزيد خطر الإصابة بنزيف داخلي في القناة الهضمية.
وأوضح الباحثون من جامعة ستانفورد الأمريكية، الذين درسوا العلاقة بين العادات الغذائية المتبعة وتكرار الإصابة بحالة مرضية تعرف باسم "الرّداب أو الرتاج القولوني الأيمن"، وهي عبارة عن انتفاخ حبيبي يظهر في الطبقة العضلية في القولون، إن إصابة هذا الانتفاخ بالالتهاب يشكل عامل خطر لحدوث نزيف داخلي في القناة الهضمية تحتاج معالجتها إلى الجراحة، أو قد يؤدي إلى الإصابة ببعض أنواع الأورام السرطانية.
ووجد الباحثون أن نسبة الإصابة بالرتاج الأيمن يترافق بشكل قوي مع استهلاك اللحوم، في حين لم يظهر هذا الارتباط بينه وبين استهلاك الفواكه أو الخضروات أو استخدام الملينات أو تناول الألياف أو التدخين أو التاريخ العائلي للإصابة.
سرطان الثدي يزيد لدى النساء اللواتي يتناولن كميات لحوم كبيرة:
أظهرت دراسة قامت بها جامعة نيويورك على (1429) امرأة بأن النساء اللواتي يتناولن كميات لحوم كبيرة ضمن وجباتهن الغذائية يتعرضن للإصابة بسرطان الثدي بما نسبته 87% أعلى من النساء اللاتي يتناولن كميات قليلة من اللحوم ضمن وجباتهن الغذائية.
المصدر: كتاب الثقافة الصحية